تواصل الاشتباكات في السودان في ظل استمرار الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هي الأعنف منذ انتهاء الهدنة الأخيرة بينهما.

تأتي هذه الاشتباكات في وقت أكدت فيه الولايات المتحدة التزامها مع السعودية بمحادثات جدة، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، والعمل على اتخاذ خطوات لبناء الثقة بين طرفي الصراع.

ودعت كل من الرياض وواشنطن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق مجددا على وقف جديد “فعال” لإطلاق النار، بعدما أعلن الجيش تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه “عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات”.

وذكرت مصادر إعلامية سعودية، اليوم الأربعاء، أن طرفي الحرب في السودان استأنفا محادثات وقف إطلاق النار التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية، وسط اشتباكات جوية وبرية في العاصمة الخرطوم.

تتزامن هذه التطورات مع استمرار الاشتباكات في العاصمة السودانية، حيث أفاد سكان بوقوع “اشتباكات بكل أنواع الأسلحة” في جنوب الخرطوم شملت منطقة الكلاكلة وشارع الهواء، متحدثين عن سماع “أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل”.

وتحدث شهود عيان عن اشتباكات في حيي العمارات والديم وسط العاصمة، وسماع قصف “بالمدفعية الثقيلة من مراكز للجيش” في أم درمان.

واستمرت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة أكثر من ساعتين. وقد أظهرت صور من الخرطوم تصاعد أعمدة الدخان في أماكن مختلفة.

وتشهد الخرطوم ومدنا سودانية عدة منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.

ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وقال الهلال الأحمر إن القتال أرغم متطوعيه على دفن 180 شخصا بدون التعرف الى هوياتهم، هي 102 في مقبرة الشقيلاب في الخرطوم، و78 في إقليم دارفور (غرب)، وهما المنطقتان اللتان تشهدان المعارك الأكثر احتداما.

وتعهد طرفا النزاع مرارا حماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية، الا أن هذه الوعود لم تنفذ ميدانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية